حدَّثني تميمُ بنُ المنتصرِ، قال: أخبرنا إسحاقُ الأزرقُ، عن شَريكٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ الأصبهانيِّ، قال: سمِعتُ عبدَ اللَّهِ بنَ معقلٍ المُزَنيَّ (١) يقولُ: سمِعتُ كعبَ بنَ عُجرةَ يقولُ: حجَجْتُ مع نبيِّ اللَّهِ ﵇ فقَمِلَ رأسِي ولحيَتي وشارِبي وحاجبَيَّ، فذُكِرَ ذلك للنبيِّ ﷺ، فأرسَلَ إليَّ فقال:"ما كُنْتُ أُرَى أنَّ هَذَا أصَابَكَ". ثم قال:"ادْعُوا لي حَلَّاقًا". فدعَوْه، فحلَقَنِي، ثم قال:"أعنْدَكَ شيءٌ تَنْسُكُه عنك؟ ". قال: قلتُ: لَا. قال:"فَصُمْ ثَلاثَةَ أيَّامٍ، أو أطْعِمْ سِتَّةَ مَساكِينَ، كُلَّ مِسْكِينٍ نِصْفَ صَاعٍ مِنْ طَعامٍ". قال كعبٌ: فنزَلتْ هذه الآيةُ فيَّ خاصةً: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ﴾. ثم كانت للناسِ عامَّةً (٢).
حدَّثنا نصرُ بنُ عليٍّ الجَهْضَمِيُّ، قال: ثنا يزيدُ بنُ زُريعٍ، قال: حدَّثني أيوبُ، عن مجاهدٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي ليلَى، عن كعبِ بنِ عُجرةَ، قال: مَرَّ بيَ النبيُّ ﷺ وأنا أُوقِدُ تحتَ قِدْرٍ، والقَمْلُ يتَناثرُ على وجْهِي، فقال:"أيُؤْذِيكَ هَوَامُّ رأْسِكَ؟ ". قال: قلتُ: نَعم. قال:"احْلِقْه وصُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، أو أطْعِمْ سِتَّةَ مَساكِينَ، أو اذْبَحْ شاةً"(٣).
حدَّثنا يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا ابنُ عُليَّةَ، قال: ثنا أيوبُ بإسنادِه عن النبيِّ ﷺ مثلَه، إلّا أنه قال: والقمْلُ يَتناثرُ عليَّ. أو قال: علَى حاجِبَيَّ. وقال أيضًا. "أو
(١) في م: "المري". وينظر تهذيب الكمال ١٦/ ١٦٩. (٢) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (٢٨٩ - تفسير)، وأحمد ٣٠/ ٤٦ (١٨١٢٠)، ومسلم (١٢٠١/ ٨٦)، والبغوي في الجعديات (٦١٠)، والواحدي في أسباب النزول ص ٣٩، والطبراني في الكبير ١٩/ ١٣٧ (٣٠٠ - ٣٠٢) من طرق عن عبد الرحمن بن الأصبهاني به. (٣) أخرجه ابن حبان (٣٩٧٨) من طريق نصر بن علي به، وأخرجه أحمد ٣٠/ ٥٤ (١٨١٣١)، والبخاري (٤١٩٠، ٥٧٠٣)، ومسلم (١٢٠١/ ٨٠)، والطبراني في الكبير ١٩/ ١١٣، ١١٤ (٢٣٢، ٢٣٤، ٢٣٥)، والبيهقي ٥/ ٢٤٢ من طريق أيوب به.