يقول تعالى ذكره: وأرسلنا لوطًا إلى قومه، إذ قال لهم: يا قومِ، ﴿أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ﴾ أنها فاحشةٌ؛ لعلمكم بأنه لم يسبقكم إلى ما تفعلون من ذلك أحدٌ؟
وقوله: ﴿أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً﴾. [يقولُ: أئنَّكم لتأتون الرجال شهوة](١) منكم بذلك من دونِ (٢) فروج النساء التي أباحَها الله لكم بالنكاح!
وقوله: ﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾. يقول: ما [ذلك منكم إلا أنكم](٣) قومٌ سفهاءُ جهلةٌ بعظم (٤) حقِّ الله عليكم، فخالفتم لذلك أمره، وعصيتم رسوله.
يقول تعالى ذكرُه: فلم يَكُنْ لقوم لوط جوابٌ له، إذ نهاهم عما أمره (٥) الله بنهيهم عنه من إتيان الرجال، إلا قيلُ بعضهم لبعض: ﴿أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾. عما نَفْعَلُه نحن من إتيانِ الذُّكْرانِ في أدبارهم.
(١) سقط من النسخ، والمثبت ما يقتضيه السياق. (٢) بعده في ت ١: "النساء يعنى". (٣) في ت ٢: "هذا الذي تفعلونه إلا فعل". (٤) في ت ٢: "بعظيم". (٥) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، ف: "أمرهم".