حدَّثنى يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ فى قولِه: ﴿فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ﴾. قال: والثاقبُ: المُستَوقَدُ. قال: والرجلُ يقولُ: أَثقِبْ نارَك. ويقولُ: استثقِبْ نارَك: استوقِد نارَك (١).
حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا يحيى بنُ واضحٍ، قال: ثنا عبيدُ اللهِ، قال: سُئل الضحاكُ: هل للشياطينِ أجنحةٌ؟ فقال: كيف يطيرون إلى السماءِ إلا ولهم أجنحةٌ.
يقولُ تعالى ذكرُه لنبيِّه محمدٍ ﷺ: فاستفتِ يا محمدُ هؤلاء المشركين الذين يُنكِرُون البعثَ بعدَ المماتِ والنشورَ بعد البِلَى (٢). يقولُ: فسَلْهم: أهم أشدُّ خلقًا؟ يقولُ: أَخَلْقُهم أشدُّ أم خلقُ مَن عدَدْنا خلقه؛ مِن الملائكةِ والشياطينِ والسماواتِ والأرضِ؟
وذُكر أن ذلك فى قراءةِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ:(أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ عَدَدْنا)(٣).
وبنحوِ الذى قلنا فى ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنى محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى
(١) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ٢٧٢ إلى ابن أبى حاتم مختصرًا. (٢) فى م: "البلاء". والبِلى والبَلاء بمعنى، قال فى اللسان: وبلى الثوبُ يَبْلَى بِلًى وبَلاءً. اللسان (ب ل ى). (٣) وهى قراءة شاذة ينظر البحر المحيط ٧/ ٣٥٤، وتفسير ابن كثير ٧/ ٥.