يقولُ تعالى ذكرُه: ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا﴾. يقولُ: والرياحُ التي تَذْروا الترابَ ذَرْوًا. يقالُ: ذَرَتِ الريحُ الترابَ وأذْرَت.
وبنحوِ الذي قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا هنادُ بنُ السريِّ، قال: ثنا أبو الأحوصِ، عن سماكٍ، عن خالدِ بنِ عُرْعُرةَ، قال: قام رجلٌ إلى عليٍّ ﵁، فقال: ما ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا﴾؟ فقال: هي الريحُ (١).
حدَّثنا ابنُ المثنى، قال: ثنا محمدُ بنُ جعفرٍ، قال: ثنا شعبةُ، عن سِماكٍ، قال: سمِعتُ خالدَ بنَ عرعرةَ، قال: سمِعتُ عليًّا ﵁ وخرَج إلى الرَّحْبةِ (٢)، وعلَيه بُرْدانِ، فقال (٣): لو أنَّ رجلًا سأل، وسمِع القومُ. قال: فقام ابنُ الكَوَّاءِ، فقال: ما ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا﴾؟ فقال: هي الرِّياحُ (٤).
(١) أخرجه البيهقي في الشعب (٣٩٩١) من طريق أبي الأحوص به، وأخرجه إسحاق بن راهوية - كما في المطالب (٤١١٨) - والحارث بن أبي أسامة (٣٨٥ - بغية) من طريق سماك به، مطولًا. (٢) الرحبة: رحبة خنيس محلة بالكوفة، تنسب إلى خنيس بن سعد. معجم البلدان ٢/ ٧٩٣. (٣) في م: "فقالوا". (٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ٧/ ٣٩٠ عن شعبة به.