يُجْهِضَهم عنها، ثم أَقْسَم ربُّنا جلَّ ذكرُه فقال: ﴿وَالْقَمَرِ (٣٢) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ﴾.
يقولُ: والليل إذا (١) ولَّى ذاهبًا.
وبنحوِ الذي قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَالْقَمَرِ (٣٢) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ﴾: إذا (١) ولَّى (٢).
وقال آخرون في ذلك ما حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمى، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ:(وَاللَّيْلِ [إِذا دَبَرَ] (٣)) قال: دُبُورُه إظلامُه (٤).
واختلَفتِ القرَأَةُ في قراءةِ ذلك؛ فقرَأَته عامةُ قرأةِ المدينةِ والبصرةِ (٥)، وبعضُ قرَأَةِ مكةِ والكوفةِ: ﴿إِذْ أَدْبَرَ﴾ (٦). [وكان أبو عمرِو بنُ العلاءِ فيما ذُكِر عنه يقولُ: قريشٌ تقولُ: دبرَ الليلُ. وقرأ ذلك بعضُ قرَأَةِ مكةَ وبعضُ قرَأَةِ المدينةِ والكوفةِ:(إذا دَبَر)] (٧)(٨).
والصوابُ مِن القولِ في ذلك عندنا أنهما قراءتان معروفتان، صحيحتا المعنى،
(١) في م: "إذ". (٢) ذكره أبو حيان في البحر المحيط ٨/ ٣٧٨. (٣) في م: "إذ أدبر" (٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٨٥ إلى ابن أبي حاتم. (٥) بعده في م: "إذ أدبر". (٦) هي قراءة نافع ويعقوب وحمزة وخلف وحفص. النشر ٢/ ٢٩٤. (٧) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣. (٨) هي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وشعبة والكسائي وأبي جعفر المدني. النشر ٢/ ٢٩٤.