تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾. يقولُ: واللَّهُ الذي خلَقَكم بصيرٌ بأعمالِكم، عالمٌ بها، لا يَخْفَى عليه منها شيءٌ، وهو مُجازِيكم بها، فاتَّقوه أن تُخالِفوه في أمرِه أو نهيِه، فيَسْطُوَ بكم.
حدَّثنا محمدُ بنُ منصورٍ الطُّوسيُّ، قال: ثنا حسنُ بنُ موسى الأشْيَبُ (١)، قال: ثنا ابنُ لَهيعةَ، قال: ثنا بكرُ بنُ سَوَادةَ، عن أبي تَميمٍ الجَيْشانيِّ (٢)، عن أبي ذَرٍّ، قال: إن المَنِيَّ إذا مكَث في الرحمِ أربعين ليلةً، أتَى مَلَكُ النفوسِ، فعرَج به إلى الجبارِ في راحتِه، فقال: أيْ ربِّ، عبدُك هذا ذكرٌ أم أنثى؟ فيَقْضِي اللَّهُ إليه ما هو قاضٍ، ثم يقولُ: أيْ ربِّ، أشقيٌّ أم سعيدٌ؟ فيَكْتُبُ ما هو لاقٍ. قال: وقرأ أبو ذرٍّ فاتحةَ "التَّغابُنِ" خمسَ آياتٍ (٣).
يقولُ تعالى ذكرُه: خلَق السماواتِ السبعَ (*) والأرضَ بالعدلِ والإنصافِ، ﴿وَصَوَّرَكُمْ﴾. يقولُ: ومثَّلكم فأحْسَن مَثلَكم. وقيل: إنه عُنِي بذلك تصويرُه آدمَ، وخلقُه إياه بيدِه.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن
(١) في ت ٢، ت ٣: "الأشعث". وينظر نزهة الألباب ١/ ٧٨. (٢) في ت ٢، ت ٣: "الخيشاني". وينظر الأنساب ٢/ ١٤٤. (٣) أخرجه الفريابي في القدر (١٢٣) من طريق ابن لهيعة به، وأخرجه الدارمي في الرد على الجهمية ص ٢٥ من طريق ابن لهيعة به مرفوعًا، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٢٧ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه. (*) من هنا تبدأ قطعة من الجزء الثامن والأربعين من نسخة جامعة القرويين والمشار إليها بالأصل.