وأمَّا قوله: ﴿سَبِيلِ اللَّهِ﴾، فالمسافرُ الذي يَجْتاز مِن بلدةٍ (١) إلى بلدةٍ (١). والسبيلُ الطريقُ. وقيل للضاربِ فيه: ابن السبيلِ؛ للزومِه إياه، كما قال الشاعرُ (٢).
أنا ابن الحربِ (٣) رَبَّتْنِى وليدًا … إلى أنْ شِبْتُ واكْتَهَلَتْ لِدَانِي
وكذلك تفعلُ العربُ، تُسَمِّى اللازمَ للشيءِ يُعْرَفُ بِه؛ بابنِه.
وبنحوِ الذي قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا عبدُ العزيزِ، قال: ثنا سفيانُ، عن جابرٍ، عن أبي جعفرٍ، قال: ابن السبيلِ: المُجْتازُ من أرضٍ إلى أرضٍ (٤).
حدَّثنا أحمدُ بنُ إسحاقَ، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا مِنْدَلٌ، عن لَيْثٍ، عن مجاهدٍ: ﴿سَبِيلِ اللَّهِ﴾. قال: لابنِ السبيل حقٌّ مِن الزكاةِ وإن كان غنيًّا، إذا كان مُنْقَطَعًا به.
= (١٢٠٢) من طريق وكيع به. وأخرجه عبد بن حميد (٨٩٣)، وابن زنجويه (٢٠٥٥)، والطحاوي في شرح معاني الآثار ٢/ ١٩، والبيهقى ٧/ ٢٣ من طريق ابن أبي ليلى به، وأخرجه الطيالسي (٢٣٠٨) مختصرًا، وأحمد ١٧/ ٤٥٣، ٤٥٤ (١١٣٥٨)، وابن زنجويه (٢٠٥٦)، وأبو داود (١٦٣٧)، وأبو يعلى (١٣٣٣) والطحاوى ٢/ ١٩، من طريق عطية به. (١) في م: "بلد". (٢) البيت في التبيان ٥/ ٢٤٥، ولم ينسبه لقائلٍ. (٣) ابن الحرب: هو الشجاع الذي تعود الحرب وألفها ينظر ثمار القلوب. للثعالبي ص ٢٦٨. (٤) تفسير الثورى ص ١٢٧.