وقال آخرون: معنى ذلك أن قاتلَ النفسِ المحرَّمِ قَتْلُهَا، يَصْلَى النار كما يَصْلاها لو قتَل الناسَ جميعًا، ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا﴾: من سلِم من قَتْلِها فقد سلِمَ مِن قتلِ الناسِ جميعًا.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبى، [عن سفيانَ](٢)، عن خُصَيْفٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عباسٍ، قال: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾. قال: من كفَّ عن قتلِها فقد أحياها. و ﴿مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾. قال: مَن (٣) أَوْبَقَها (٤).
حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا عبدُ العزيز، قال: ثنا سفيانُ، عن خُصَيْفٍ، عن مجاهدٍ، قال: من أَوْبَق [نفسًا فكما](٥) لو قتَل الناسَ جميعًا، ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا﴾ ومَنْ سلِم مِن ظُلْمِها (٦) فلم يَقْتُلُها، فقد سلِم من قتلِ الناسِ جميعًا (٧).
حدَّثني المثنى، قال: ثنا سويدُ بنُ نصرٍ، قال: أخبرنا ابن المباركِ، عن
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٧٧ إلى المصنف عن ابن مسعود وناس من الصحابة. (٢) سقط من النسخ، والمثبت موافق لما تقدم ١/ ٥١٥، ٥١٢، ٣/ ٤٥، وهو كذلك أيضًا في مصادر التخريج، وينظر الفتح ١٢/ ١٩٢. (٣) في م: "ومن". (٤) أخرجه ابن أبي شيبة ٩/ ٣٦٣ - ومن طريقه ابن حزم في المحلى ١٢/ ٣٥٨ - عن وكيع به. وسقط من المصنَّف ذكر خصيف. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٧٧ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. (٥) في ص، ت ١: "نفسه كما"، وفى س: "نفسًا كما". (٦) في م، ت ٢، ت ٣: "طلبها". (٧) ينظر تفسير البغوي ٣/ ٤٦.