يقولُ تعالَى ذكرُه: ﴿وَسَكَنْتُمْ﴾ في الدنيا، ﴿فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ﴾ كفروا باللهِ - فظلموا بذلك ﴿أَنْفُسَهُمْ﴾ - من الأممِ التي كانت قبلَكم، ﴿وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ﴾. يقولُ: وعلِمتم كيف أهلَكناهم حين عَتَوا على ربِّهم، وتمادَوا في طغيانِهم وكفرِهم. ﴿وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ﴾. يقولُ: ومثَّلنا كم فيما كنتم عليه من الشركِ باللهِ مقيمين الأشباهَ، فلم تُنيبوا ولم تَتوبوا من كفرِكم، فالآن تسأَلون التأخيرَ للتوبةِ، حين نزَل بكم ما قد نزَل بكم من العذابِ، إن ذلك لغيرُ كائنٍ.
وبنحوِ (٤) ما قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
(١) تفسير مجاهد ص ٤١٣. (٢) في م ف: "عمرو"، وينظر التاريخ الكبير ٦/ ١٩٠، والجرح والتعديل ٦/ ١٣١. (٣) أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة النار (٢٥١) من طريق ابن المبارك به مطولًا. وسيأتي بتمامه في تفسير آية ١٠٥، ١٠٦ من سورة المؤمنون. (٤) بعده في ص، ت ١، ت ٢، ف: "معنى".