غيَّرَتْه الريحُ تَسْفِى به … وهَزِيمٌ رَعْدُه واصِبُ
فأما مِن الألم، فإنما يقالُ: وصِب الرجلُ يَوْصَبُ وَصَبًا، وذلك إذا أَعْيَا ومَلَّ، ومنه قولُ الشاعرِ (٣):
لا يَغْمِزُ السَّاقَ مِن أَيْنٍ ولا وَصَبٍ … ولا يَعَضُّ على شُرْسُوفِه الصَّفَرُ
وقد اخْتَلَف أهلُ التأويلِ في تأويلِ الواصبِ: فقال بعضُهم: معناه ما قلنا.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا يحيى بنُ آدمَ، عن قيسٍ، عن الأغَرِّ بن الصَّبَّاحِ، عن خليفةَ بن حُصَيْنٍ، عن أبي نَضْرةَ، عن ابن عباسٍ: ﴿وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا﴾. قال: دائمًا (٤).
حدَّثني إسماعيلُ بنُ موسى، قال: أخبَرنا شَريكٌ، عن أبي حَصِينٍ، عن عكرمةَ في قولِه: ﴿وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا﴾. قال: دائمًا (٥).
حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا يحيى بنُ آدمَ، عن قيسٍ، عن يَعْلَى بن النُّعمانِ، عن
(١) في الديوان: "أشترى". (٢) ديوانه ص ٢٨١. (٣) البيت لأعشى باهلة، وهو في الكامل ٤/ ٦٥، وفى جمهرة أشعار العرب ٢/ ٧١٨، ٧١٩ تبادل شطر البيت في بيتين وينظر اللسان (ص ف ر، أرى). ديوان المفضليات ص ٥٢٠. (٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٢٠ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٥) ذكره ابن كثير في تفسيره ٤/ ٤٩٥.