وقال آخرون: معنى ذلك: وإذ أخذ الله ميثاقَ النبِّيين على قومهم.
ذكرُ من قال ذلك
حدَّثنا ابن بشار، قال: ثنا يحيى بنُ سعيدٍ، عن سفيانَ، قال: ثنى حبيبُ (١) بنُ أبى ثابتٍ، عن سعيدِ بن جُبيرٍ، قال: قلتُ لابن عباسٍ: إن أصحاب عبدِ اللهِ يقرءون: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنَ الذينَ أوتُوا الكِتابَ مِيثاقهم). قال: من النبيِّين على قومهم.
حدَّثنا أبو كُريبٍ، قال: ثنا قَبيصةُ، قال: ثنا سفيانُ، عن حبيبٍ، عن سعيدٍ قال: قلت لابن عباسٍ: إن أصحاب عبد الله يقرءون: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾. ونقرأُ (٢): ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ﴾ [آل عمران: ٨١]. قال: فقال: أخذ الله ميثاق النبيِّين على قومهم (٣).
وأما قوله:(لَيُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ). فإنه كما حدَّثنا عبدُ الوارث بنُ عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: ثنى أبى، قال: ثنا محمدُ بن ذَكوانَ، قال: ثنا أبو نعامة السعديُّ، قال: كان الحسنُ يفسِّرُ قوله: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا يُكتُمُونَهُ): لَيتكلَّمُنَّ بالحقِّ، ولَيُصدِّقُنَّه بالعمل (٤).
واختلفت القرأةُ في قراءةِ ذلك؛ فقرأه بعضُهم: ﴿لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ﴾. بالتاء جميعًا (٥)، وهى قراءةُ عُظْم قرأةِ أهلِ المدينةِ والكوفةِ (٦)، على وجه المخاطبة (٧)، بمعنى: قال الله لهم: لتَبينُنَّه للناس ولا تكتُمونه.
(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "يحيى". ينظر ترجمة حبيب بن أبى ثابت في تهذيب الكمال ٥/ ٣٥٨. (٢) سقط من: م، ت ٢، ت ٣، وفى ص، ت ١، س: "ويقرأ". (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٨٣٥ (٤٦٢٤) من طريق به. (٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٠٨ إلى المصنف. (٥) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س. (٦) وهى قراءة نافع وابن عامر وحمزة والكسائي، وعاصم في رواية حفص. السبعة لابن مجاهد ص ٢٢١. (٧) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "المخاطب".