قال أبو جعفرٍ ﵀: يقولُ تعالى ذكرُه: وكذَّب هؤلاء المشركون مِن قريشٍ بآياتِ اللَّهِ من بعدِ ما أتَتْهم حقيقتُها، وعايَنوا الدلالةَ على صحتِها [برؤيتِهم القمرَ مُنْفَلِقًا فِلْقتين](٤)، ﴿وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ﴾. يقولُ: وآثَروا اتِّباعَ ما دَعَتْهم إليه أهواءُ أنفسِهم، مِن تكذيبِ ذلك، على التصديقِ [بما قد](٥) أيْقَنوا صحتَه مِن نبوةِ محمدٍ ﷺ وحقيقةِ ما جاءَهم به مِن ربِّهم.
وقولُه: ﴿وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: وكلُّ أمرٍ مِن خيرٍ أو شرٍّ مُستَقِرٌّ قرارُه ومُتَناهٍ نهايتُه؛ فالخيرُ (٦) مستقرٌّ بأهلِه في الجنةِ، والشرُّ مستقرٌّ بأهلِه في النارِ.
كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَكُلُّ
(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣. (٢) هو الأخفش كما في تفسير القرطبي ١٧/ ١٢٧. (٣) في الأصل: "الأمر أو". (٤) في الأصل: "منهم متفلقًا فلقين". (٥) في الأصل: "لما". (٦) في الأصل: "في الخير".