يقولُ تعالى ذكرُه: وأيُّ الناسِ أشدُّ تعدِّيًا (١) ممن اخْتَلق على اللَّهِ كذبًا، فكَذَب عليه، ﴿أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ﴾. يقولُ (٢): هؤلاء الذين يكذِبون على ربِّهم يُعْرَضون يومَ القيامةِ على ربِّهم، فيسألُهم عما كانوا في دارِ الدنيا يعمَلون.
كما حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابنِ جريجٍ قولَه: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾. قال: الكافرُ والمنافقُ، ﴿أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ﴾ فيسألُهم عن أعمالِهم (٣).
وقولُه: ﴿وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ﴾: يعني الملائكةَ والأنبياءَ الذين شَهِدوهم، وحَفِظوا عليهم ما كانوا يعمَلون. وهم جمعُ شاهدٍ، مثلُ الأصحابِ الذي هو جمعُ صاحبٍ، ﴿هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ﴾. يقولُ: شَهِدَ هؤلاء الأشهادُ في الآخرةِ على هؤلاء المُفْتَرِين على اللَّهِ في الدنيا، فيقولون (٤): هؤلاء الذين كَذَبوا
= في الدر المنثور ٣/ ٣٢٥ إلى ابن المنذر والطبراني وابن مردويه. وعند سعيد والسيوطي زيادة قول سعيد كما في الآثار قبله. (١) في م، ت ١، س، ف: "تعذيبا". (٢) في م: "ويقول الأشهاد". (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠١٦ من طريق آخر عن ابن جريج، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٢٥ إلى أبي الشيخ. (٤) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "فيقول".