وقيل: ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾، وإنما هو المُتطهِّرين، ولكن أُدغِمت "التاءُ" في "الطاءِ"، فجُعِلَت "طاءً" مشددةً؛ لقربِ مَخْرجِ إحداهما من الأخرى.
اخْتَلَفَت القرأة في قراءةِ قولِه: ﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ﴾؛ فقَرَأ ذلك بعضُ قرأةِ أهلِ المدينةِ:(أَفمَنْ أُسِّسَ بُنْيانُهُ على تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمَّنْ أُسِّسَ بُنْيانُهُ) على وَجْهِ ما لم يُسمَّ فاعله في الحرفَين كليهما (٢).
وقرَأت ذلك عامةُ قرأةِ الحجازِ والعراقِ: ﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ﴾. على وصفِ "مَن"[بأنَّه هو](٣) الفاعلُ الذي أَسَّس بنيانَه.
وهما قراءتان مُتَّفِقَتا المعنى، فبأيتِهما قرَأ القارئُ فمصيبٌ، غيرَ أن قراءتَه بتَوجيهِ الفعلِ إلى "مَن" إذ كان هو (٤) المؤسِّسَ (٥)، أعجبُ إليَّ.
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٨٨٣ من طريق طلحة بن عمرو به ولفظه: "المتطهرين بالماء". (٢) قرأ بها نافع وابن عامر، وقرأ الباقون بفتح الهمزة والسين ونصب النون، والتيسير ص ٩٨ والنشر ٢/ ٢١١. (٣) في ص، ت ١، ت ٢: "بأنه"، وفى م: "بناء"، وفى ف: "أنه". (٤) في م: "من". (٥) بعده في م: "من".