يقولُ تعالى ذكرُه لمشركي قريشٍ: وإنكم لَتَمرُّون على قومِ لوطٍ الذين دمَّرْناهم، عندَ إصباحِكم نهارًا، وبالليلِ.
كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة: ﴿وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ﴾. قال: نَعَمْ واللهِ [صباح مساءٍ](٢)، يَطَئُونَها وَطْئًا، مَن أَخَذَ مِن المدينةِ إلى الشامِ أخَذ على سَدُومَ؛ قريةِ قومِ لوطٍ (٣).
حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المُفَضَّلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ فى قولِه: ﴿لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ﴾. قال: في أسفارِكم (٤).
وقولُه: ﴿أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾. يقولُ: أفليس لكم عقولٌ تتدبَّرون بها وتَتَفَكَّرون، فتَعْلَمون أن مَن سلَك من عبادِ اللهِ فى الكفرِ به وتكذيبِ رسلِه، مَسْلَكَ هؤلاء الذين وصَف صفتَهم من قومِ لوطٍ -نازلٌ بهم من عقوبةِ اللهِ، مثلُ الذى نزَل
(١) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ٢٨٦، ٢٨٧ إلى المصنف وابن أبي حاتم. (٢) فى م: "صباحًا ومساء". (٣) أخرجه عبد الرزاق فى تفسيره ٢/ ١٥٤ عن معمر عن قتادة مختصرًا بمعناه، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٨٧ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٤) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ٢٨٧ إلى المصنف وابن أبي حاتم.