عهدًا. فأما إذا جعَل:"لا يملكون الشفاعةَ" خبرًا عن المجرمين، فإن "مَنْ" تكونُ حينئذٍ نصبًا على أنه استثناءٌ منقطعٌ، فيكونُ معنى الكلامِ: لا يملكون الشفاعةَ، لكنْ مَنْ اتخذ عندَ الرحمنِ عهدًا، يَمْلِكُه.
يقولُ تعالى ذكْرُه: وقال هؤلاء الكافِرون باللهِ: ﴿اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا﴾.
﴿لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا﴾ يقولُ تعالى ذكْرُه للقائِلين ذلك من خَلْقِه: لقد جئتم أيها الناسُ شيئًا عظيمًا، ومن القولُ مُنَكرًا.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكْرُ مَن قال ذلك
حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا عبدُ اللهِ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿شَيْئًا إِدًّا﴾. يقولُ: قولًا عظيمًا (١).
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا﴾. يقولُ: لقد جئتم شيئًا عظيمًا، وهو المنكَرُ مِن القولُ (٢).
(١) علقه البخاري عن ابن عباس (الفتح ٨/ ٤٢٧)، وأخرجه ابن أبي حاتم - كما في تغليق التعليق ٤/ ٢٤٩ - من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٨٦ إلى ابن المنذر. (٢) ذكره الطوسى في التبيان ٧/ ١٣٤ بلفظ "منكرا عظيما"، والبغوى في تفسيره ٥/ ٢٥٦ بلفظ "منكرا"، والقرطبي في تفسيره ١١/ ١٥٦ بنفى لفظ التبيان.