يقولُ تعالى ذكرُه: والله الذي يُنَزَّلُ المطر من السماءِ فيُغِيثُكم به أيُّها الناسُ، ﴿مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا﴾. يقولُ: مِن بعدِ ما يَئِس الناسُ من نزولِه ومجيئِه، ﴿وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ﴾. يقولُ: ويَنْشُرُ في خلقِه رحمتَه. ويعنى بالرحمةِ الغيثَ الذي يُنزِّلُه من السماءِ.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابن عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابن ثَورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ أنه قيل لعمرَ بن الخطابِ ﵁: أجْدَبَت الأرضُ وقنَطَ الناسُ. قال: مُطِروا إذن (١).
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا﴾. قال: يئسوا (٢).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قال: ذُكر لنا أن رجلًا أتَى عمرَ بنَ الخطابِ، فقال: يا أميرَ المؤمنين، قحط المطرُ وقنط الناسُ. قال: مُطِرْتُم، ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ﴾.
وقولُه: ﴿وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾. يقولُ: وهو الذي يَلِيكم أيها الناسُ
(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٩١ عن معمر به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٩ إلى عبد بن حميد وابن المنذر. (٢) تفسير مجاهد ص ٥٩٠، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٩ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.