قال أبو جعفر ﵀: يقول تعالى ذِكرُه: يعملُ الجنُّ لسليمانَ ما يشاءُ؛ مِن مَحاريبَ، وهي جَمعُ مِحْرابٍ، والمحرابُ: مقدَّمُ كلِّ مسجدٍ وبيتٍ ومصلَّى، ومنه قول عديِّ بن زيدٍ (٢):
كَدُمَى العاج في المَحَارِيبِ … أوْ كالْبَيضِ في الرَّوْضِ زَهْرُهُ مُسْتَنِيرُ
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: ﴿يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ﴾. قال: بُنيان دونَ القصورِ (٣).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة: ﴿يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ﴾. قال: قصورٌ ومساجدُ (٤).
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٢٨ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن أبي حاتم. (٢) البيت في التبيان ٨/ ٣٤٨، وتفسير القرطبي ١٤/ ٢٧١. (٣) تفسير مجاهد ص ٥٥٣، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٢٨ إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، وسيأتي تتمته في الصفحة التالية. (٤) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٢٧ عن معمر عن قتادة، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٢٨ إلى عبد بن حميد وابن المنذر مطولًا.