وحُدِّثت عن المِنْجابِ بنِ الحارثِ، قال: حدَّثنا بشرُ بنُ عُمارةَ، عن أبي رَوْقٍ، عن الضّحَّاكِ في قولِه: ﴿أَلِيمٌ (١)﴾. قال: هو العذابُ المُوجِعُ، وكلُّ شيءٍ في القرآنِ مِن الأليمِ فهو المُوجِعُ.
القولُ في تأويلِ قولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (١٠)﴾.
وكأنَّ الذين قرَءوا ذلك بتشديدِ الذالِ وضمِّ الياءِ رأَوْا أن اللَّهَ جلَّ ثناؤُه إنما أوْجَب للمنافقين العذابَ الأليمَ بتكذيبِهم [نبيَّهم محمدًا](٧)ﷺ وبما جاء به، وأن الكذِبَ لولا التكذيبُ لا يُوجِبُ لأحدٍ اليسيرَ مِن العذابِ، فكيف بالأليمِ منه؟
وليس الأمرُ في ذلك عندي كالذي قالوا؛ وذلك أن اللَّهَ جلّ ثناؤُه أنْبَأ عن المنافقين في أولِ النبأ عنهم في هذه السورةِ بأنهم يَكْذِبون بدَعْواهم الإيمانَ، وإظهارِهم ذلك بألسنتِهم، خِداعًا للَّهِ ﷿ ولرسولِه وللمؤمنين، فقال: ﴿وَمِنَ
(١) في ص، ر، ت ٢: "الأليم". (٢) في م: "القراءة". (٣) في ر: "فقراءة". (٤) في م: "معظم". (٥) وهي قراءة عاصم وحمزة والكسائي. ينظر حجة القراءات ص ٨٨. (٦) وهي قراءة نافع وابن كثير وابن عامر وأبي عمرو. السبعة لابن مجاهد ص ١٤٣. (٧) في ص: "نبيه".