يقول تعالى ذكره: قالت امرأةُ العزيزِ للنسوةِ اللاتي قطَّعن أيديَهن: فهذا الذي أصابكن في رؤيتِكن إياه، وفي نظرةٍ منكن نظَرتُن إليه ما أصابكن من ذهابِ العقلِ، وغروبِ (٣) الفهمِ ولهًا (٤) إليه (٥)، حتى قطَّعتن أيديَكن - هو الذي لمتُنَّني في حبى إياه، وشغفِ فؤادى به، فقلتنَّ: قد شغف امرأةُ العزيز فتاها حبًّا، إنا لنراها في ضلالٍ مبينٍ. ثم أقرَّت لهن بأنها قد راودته عن نفسِه، وأن الذي تحدَّثن به عنها في أمرِه حقٌّ، فقالت: ﴿وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ﴾ مما راودته عليه من ذلك.
(١) التشعب: التفرق. اللسان (ش ع ب). (٢) تفسير عبد الرزاق ١/ ٣٢٢، ٣٢٣ عن معمر به، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٣٧ (١١٥٦٦)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٧ إلى ابن المنذر وأبى الشيخ. (٣) في ت ١: "عزوب". (٤) الوله: ذهاب العقل لفقدان الحبيب. اللسان (و ل هـ). (٥) في ص، س، ف: "إليهن"، وفى ت ١: "الهتهن"، وفي ت ٢: "الهن".