وقولُه: ﴿قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا﴾. يقولُ: قد وصَل حبُّ يوسفَ إلى شَغَافِ قلبِها، فدخَل تحتَه حتى غلَب على قلبِها. وشَغَافُ القلبِ: حِجابُه وغِلافُه الذي هو فيه. وإيَّاه عنى النابغةُ الذُّبْيانى بقولِه (٤):
وقَدْ حال همٌّ دونَ ذلك داخلٌ … دخولَ شَغَافٍ (٥) تَبْتَغِيه (٦) الأصابعُ
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا الحسنُ بنُ محمدٍ، قال: ثنا حجَّاجُ بنُ محمدٍ، عن ابن جريجٍ، قال: أخبرني عمرُو بنُ دينارٍ أنه سمِع عكرمةَ يقولُ في قولِه: ﴿شَغَفَهَا حُبًّا﴾. قال: دخَل حبُّه تحتَ الشَّغَافِ (٧).
(١) جه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٣١ (١١٥٢١) من طريق سلمة به. (٢) هو أبو دواد الإيادى، والبيت في التبيان ٦/ ١٢٨. (٣) الغوص: النزول تحت الماء، وقيل: الدخول في الماء. اللسان (غ و ص)، وجلا الأمر وجلَّاه وجلَّى عنه: كشفه وأظهره، وجلا الصيقل السيف والمرآة ونحوهما جلوًا وجلاءً صقلهما. اللسان (ج ل و)، والطَّلُّ: المطر الصغارُ القطرِ الدائم. اللسان (ط ل ل). (٤) ديوانه ص ٤٥. (٥) في الديوان: الشغاف. (٦) تبتغيه: تلتمسه. يعنى أصابع المتطببين ينظرون أنزل في الموضع أم لا وإنما ينزل عند البُرء. (٧) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٦ إلى المصنف وأبى الشيخ.