ثم اختلف أهل التأويل (١) في الوقت الذي أَخَّرَ الدعاء إليه يعقوب لولده بالاستغفار لهم من ذنبهم، فقال بعضُهم: أَخَّرَ ذلك إلى السَّحَرِ.
[ذكر من قال ذلك]
حدثني أبو السائب، قال: ثنا ابن إدريس، قال: سمعت عبد الرحمن بن إسحاق يذكرُ عَنْ مُحارب بن دثارٍ، قال: كان عمٌّ لى يأتى المسجد، فسمع إنسانًا يقولُ: اللهم دعوتَنى فَأَجِبتُ، وأمَرتَنى فَأَطعتُ، وهذا سَحَرٌ، فاغْفِرْ لي. قال: فاستمع الصوت فإذا هو من دارِ عبدِ الله بن مسعودٍ، فسأل عبدَ اللَّهِ عن ذلك، فقال: إنَّ يعقوبَ أَخَّرَ بنيه إلى السحَرِ بقوله: ﴿قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ (٢).
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن فضيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن محارب بن دثارٍ، عن عبدِ اللهِ بن مسعودٍ: ﴿قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾. قال: أخَّرهم إلى السحر.
قالَ: ثنا أبو سفيان الحِمْيَرِيُّ، عن العوَّامِ، عن إبراهيم التيمي في قول يعقوبَ لبنيه: ﴿قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾. قال: أَخَّرهم إلى السَّحَرِ (٣).
قال: ثنا عمرو، عن خَلَّادٍ الصَّفَّارِ، عن عمرو بن قيس: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ
(١) في ص، ت ٢: "العلم"، وفي ت ١: "التفسير". (٢) أخرجه سعيد بن منصور ٥/ ٤١٠ (١١٤٤ - التفسير)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢٢٠٠. (١١٩٨٣)، والطبراني ٩/ ١٠٨ (٤٥٤٨) من طرق عن عبد الرحمن به. وفيه عبد الرحمن وهو ضعيف، وعم محارب مجهول. (٣) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢٢٠٠ عقب الأثر (١١٩٨٣) معلقا عن إبراهيم، وذكره ابن كثير في تفسيره ٤/ ٣٣٤.