يقولُ تعالى ذكرُه: ويَهْدِى إليه مَن أناب بالتوبةِ الذين آمنوا. ﴿الَّذِينَ آمَنُوا﴾ في موضعِ نصبٍ، ردٌّ (٣) على ﴿مَنْ﴾؛ لأن ﴿الَّذِينَ آمَنُوا﴾ هم ﴿مَنْ أَنَابَ﴾، تُرجِم بها عنها.
كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ﴾. يقولُ: سكَنت (٤) إلى ذكرِ اللَّهِ واسْتَأْنَستْ به (٢).
وقولُه: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾. يقولُ: ألا بذكرِ اللَّهِ تَسْكُنُ وتَسْتَأْنِسُ قلوبُ المؤمنين. وقيل: إنه عنَى بذلك قلوبَ المؤمنين مِن أصحابِ رسولِ اللَّهِ ﷺ.
(١) ينظر ما تقدم في ١٢/ ٤٩٣، ٥٤٨ وما بعدها، وليس فيما تقدم شاهد على معنى الإنابة، وينظر أيضًا ما سيأتي في مواضعه من التفسير. (٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٥٨ إلى المصنف وابن أبي حاتم وأبى الشيخ. (٣) بعده في ص: "نصبا". (٤) في ص، ف: "مست"، وفي ت ١: "هشت".