[وقولُه]: ﴿أَم بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَولِ﴾. [يقولُ تعالى ذكره: أم تُنَبِّئُونه بظاهرٍ من القولِ](١) مسموعٍ، وهو في الحقيقة باطلٌ لا صحة له.
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل، غير أنهم قالوا: ﴿أَم بِظَاهِرٍ﴾. معناه: أم بباطلٍ. فأتَوا بالمعنى الذي تدلُّ عليه الكلمة دون البيان عن حقيقة تأويلها.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدثنا الحسن بن محمد، قال: ثنا شبابةُ، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿بِظَاهِرِ مِّنَ الْقَوْلِ﴾: بظَنٍّ (٢).
حدَّثني المثنَّى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبدُ اللَّهِ، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهد مثله.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن قتادةَ قوله: ﴿أَم بِظَاهِرِ مِّنَ الْقَوْلِ﴾: والظاهرُ من القول هو الباطلُ (٣).
حدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ يقولُ: ثنا عبيدُ بنُ سليمان، قال: سمعتُ الضحاك يقولُ في قوله: ﴿أَم بِظَاهِرِ مَّنَ الْقَوْلِ﴾: يقولُ: أم بباطلٍ من القولِ وكذبٍ، ولو قالوا (٤)، قالوا الباطل والكذبَ (٥).
وقوله: ﴿بَلْ زُيَّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ﴾. يقول تعالى ذكرُه: ما للَّهِ مِن
(١) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ف. (٢) تفسير مجاهد ص ٤٠٨، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٦٤ إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبى الشيخ. (٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٦٤ إلى المصنف وأبى الشيخ. (٤) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "قال". (٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٦٤ إلى المصنف وابن أبي حاتم وأبى الشيخ.