الشديدُ: أهلكتُ مالا كثيرًا، في عداوةِ محمدُ، فأنفقتُ ذلك فيه. هو كاذبٌ في قولِه (١). وهو فُعَلٌ من التلبيدِ (٢)، وهو الكثيرُ، بعضُه على بعضٍ، يقالُ منه: لَبَد بالأرض يَلْبُدُ. إذا لصِق بها.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: ﴿مَالًا لُبَدًا﴾: يعنى باللُّبدِ المالَ الكثيرَ (٣).
حدَّثني محمدُ بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿مَالًا لُبَدًا﴾. قال: كثيرًا (٤).
حدَّثني يونسُ، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبَرني مسلمٌ، عن ابن أبى نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِ اللهِ ﷿: ﴿أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا﴾: أي (٥): كثيرًا.
[حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدُ، عن قتادةَ قولَه: ﴿أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا﴾: أي: كثيرًا](٦).
(١) بعده في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "ذلك". (٢) في ص، م: "التلبد". وفى ت ١: "البليد". وفى ت ٢ ت ٣: "اللبد". (٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٥٣ إلى المصنف. (٤) تفسير مجاهد ص ٧٢٩ ومن طريقه الفريابي - كما في التغليق ٤/ ٣٦٨ - وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٥٢ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٥) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "قال: مالًا". (٦) سقط من: الأصل.