يقولُ تعالى ذكره: وكما حقَّ على الأممِ التي كذَّبَت رسلَها - التي قصَصْتُ عليك يا محمدُ قصصَها - عذابي، وحلَّ بها عقابي، بتكذيبِهم رسلَهم، [وجِدالِهم إياهم بالباطلِ](٣) ليُدْحِضوا به الحقَّ، كذلك وجَبَت كلمةُ ربِّك على الذين كفروا باللهِ مِن قومِك الذين يُجادِلون في آياتِ اللهِ.
وقولُه: ﴿أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ﴾. اخْتَلَف أهلُ العربيةِ في موضعِ قولِه: ﴿أَنَّهُمْ﴾؛ فقال بعضُ نحويِّى البصرةِ (٤): معنى ذلك: حقَّت كلمةُ ربِّك على الذين كفَروا أنهم أصحابُ النارِ. أي: لأنهم، أو بأنهم (٥)، وليس "أنهم" في موضعِ مفعولٍ، ليس مثلَ قولِك:[أحْقَقْتُ أنهم. لو كان كذلك كان أيضًا](٦):
(١) في ت ٢، ت ٣: "فاتخذت". (٢) في ت ٣: "العقاب". والأثر عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٤٦ إلى عبد بن حميد وابن المنذر. (٣) سقط من: ت ٢، ت ٣. (٤) هو الأخفش. ينظر تفسير البغوي ٧/ ١٣٩، وفتح القدير ٤/ ٤٨٢. (٥) في ت ٢، ت ٣: "فأنهم". (٦) سقط من: ت ٢، ت ٣.