قال أبو جعفرٍ ﵀: قولُه ﷿: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى﴾. يقولُ جل ثناؤُه: فبأيِّ نَعْماءِ (١) ربِّكَ يا بنُ آدمَ التي أَنعَمها عليك، ترتابُ وتَشُكُّ وتُجادِلُ.
والآلاءُ جمعُ إِلًى. وفي واحدِها لغاتٌ ثلاثٌ: أَلًى على مِثالِ "عَلًى"، وإِلْيٌ على مثالِ "عِلْيٌ"، وإلًى على مثالِ "عِلًى"(٢).
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى﴾. يقولُ: فبأيِّ نِعَمِ اللَّهِ تَتَمارى يا بنَ آدمَ (٣)؟
وحدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى﴾. قال: بأيِّ نِعَمِ ربِّك تَتَمارى (٤).
وقولُه: ﴿هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى﴾. اختلَف أهلُ التأويلِ في معنى قولِه جلَّ ثناؤُه لمحمدٍ ﷺ: ﴿هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى﴾، وَوَصْفِه إيَّاه بأنه مِن النُّذُرِ
(١) في م: "نعمات". (٢) في ص، م، ت ١، ت ٣: "علا". (٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ٧/ ٤٤٣ بلفظ: فبأي نعم الله عليك أيها الإنسان تمتري. (٤) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٥٥ عن معمر به، وهو تمام الأثر المتقدم في الصفحة السابقة.