[وقال: ﴿كَاشِفَةٌ﴾. فأنَّثَ](١)، وهي بمعنى الانكشافِ. كما قيل: ﴿فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ﴾ [الحاقة: ٨]. [بمعنى: فهل تَرَى لهم من بقاءٍ](٢)؟ وكما قيل: العاقبةُ. وما له من ناهيةٍ. وكما قال (٣): ﴿لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ﴾ [الواقعة: ٢]. بمعنى: تكذيبٌ. ﴿وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: ١٣]. بمعنى: خيانةٍ.
قال أبو جعفرٍ ﵀: يقولُ تعالى ذكرُه لمشركي قريشٍ: أفمِن هذا القرآنِ أيُّها الناسُ تَعْجَبون، أن نَزَل على محمدٍ ﷺ.
وتَضْحَكون منه اسْتِهزاءً به، ولا تَبْكُون مما فيه مِن الوعيدِ لأهلِ مَعاصي اللَّهِ، وأنتم مِن أهلِ مَعاصيه.
﴿وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ﴾. يقولُ: وأنتم لاهُون عَمَّا فيه من العِبَرِ والذِّكْرِ، مُعْرِضون عن آياتِه. يقالُ للرجلِ: دَعْ عنا سُمودَك. يُرادُ به: دَعْ عنا لهوَك. يقالُ منه: سمَد فلانٌ يَسْمُدُ سُمُودًا.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ، وإن اخْتَلَفَت ألفاظُهم بالعبارةِ عنهم (٤)؛ فقال بعضُهم:[معناه: لاهون. وقال بعضُهم](٥): غافلون. وقال
(١) في ص، م، ت ١: "وقيل كاشفة. فأنثت"، وفي ت ٢، ت ٣: "وقيل: كاشفة. فأثبت". (٢) سقط من: ت ٢، ت ٣. وفي الأصل: "بمعنى هل ترى لهم مَنْ بقى"، وينظر ما سيأتي في تفسير هذه الآية في موضعه من التفسير. (٣) في م: "قيل". (٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "عنه". (٥) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.