يقولُ تعالى ذكرُه: ويقول هؤلاء المشركون: هَلَّا أُنزِل على محمدٍ ﴿آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ﴾. يقولُ: عَلَمٌ ودليلٌ نعلمُ به أن محمدًا مُحِقٌّ فيما يقولُ؟ قال اللهُ له: ﴿فَقُلْ﴾ يا محمدُ: ﴿إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ﴾. أي: لا يُعْلَمُ أَحدٌ (١) يفعلُ (٢) ذلك إلا جلَّ ثناؤه؛ لأنَّه لا يعلم الغيبَ -وهو السِّرُ والخَفَيُّ مِن الأمورِ- إلا اللهُ، ﴿فَانتَظِرُوا﴾ أيُّها القومُ قضاءَ الله بيننا، بتَعْجِيلِ عقوبته للمُبْطِلِ مِنَّا، وإظهارِه المحقَّ عليه، إنى معكم ممن ينتظرُ ذلك. ففعل ذلك، جلّ ثناؤه، فقضَى بينَهم وبينَه، بأن قتَلهم يومَ بدرٍ بالسيفِ.