وأما تأويلُ قولِه: ﴿يَسُومُونَكُمْ﴾. فإنه: يُورِدُونَكم، ويُذِيقُونكم، ويُولُونكم. يقالُ منه: سامه خُطَّةَ ضَيْمٍ. إذا أولاه ذلك وأذاقه (٣)، كما قال الشاعرُ (٤):
*إن سِيمَ خَسْفًا (٥) وجهُه تَرَبَّدَا (٦) *
وأما تأويلُ قولِه: ﴿سُوءَ الْعَذَابِ﴾ فإنه يعنى: ما ساءَهم مِن العذابِ. وقد قال بعضُهم: أشدَّ العذابِ. ولو كان ذلك معناه لقيل: أسوأَ العذابِ.
فإن قال لنا قائلٌ: وما ذلك العذابُ الذى كانوا يُسومُونهم (٧)؟
قيل: هو ما وصَفه اللهُ تعالى ذكْرُه في كتابِه فقال: ﴿يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ
(١) في ص: "نجيتكم". (٢) في ت ١، ت ٢، ت ٣: "وجها". (٣) سقط من: ر، ت ١، ت ٢، ت ٣. (٤) هو عمرو بن سالم الخزاعى، من أبيات قالها يستنصر فيها النبي ﷺ على قريش وبنى بكر. والأبيات في سيرة ابن هشام ٢/ ٣٩٤، ٣٩٥. (٥) الخسف: الإذلال، وأن يحملك الإنسان ما تكره. التاج (خ س ف). (٦) تربد وجهه: تغير من الغضب. التاج (ر ب د). (٧) بعده في ر، م، ت ٢، ت ٣: "الذى كان يسوءهم"، وفى ت ١: "الذى يسوءهم".