وأما قولُه: ﴿وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ﴾. فإن الأعرافَ جمعٌ، واحدُها عُرْفٌ، وكلُّ مرتفعٍ مِن الأرضِ عندَ العربِ فهو عُرْفٌ، وإنما قيل لعُرْفِ الدِّيكِ: عُرْفٌ؛ لارتفاعِه على ما سواه من جسدِه، ومنه قولُ الشَّمَّاخِ بن ضِرارٍ (١):
وكان السديُّ يقولُ: إنما سُمِّى الأعرافُ أعْرافًا لأن أصحابَه يعرفون الناسَ.
حدَّثني بذلك محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا أسْباطُ، عنه (٦).
وبنحوِ ما قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا سفيانُ بنُ وَكيعٍ، قال: ثنا ابن عُيَيْنةَ، عن عبيدِ اللَّهِ بن
(١) ديوانه ص ٢٠١، وفىه: تفالى باليفاع. ورواية المصنف هي رواية أبى عبيدة في مجاز القرآن ١/ ٢١٥. (٢) في النسخ: "تعالى". وأثبتناه كما في الديوان والمجاز ويروى أيضا بالغين المعجمة "تغالى". وتَفَالى: تَحتَكُ، كأن بعضها يفلى بعضا. اللسان (ف ل ى). (٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "الآخر". والرجز في مجاز القرآن ١/ ٢١٥، واللسان (ن و ف). (٤) كناز: يقال على الناقة الكثيرة اللحم، والناقة الصلبة اللحم. اللسان (ك ن ز). (٥) نياف: طويل في ارتفاع. اللسان (ن و ف). (٦) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "عن السدي". والأثر أخرجه ابن أبي حاتم ٥/ ١٤٨٤ (٨٤٩٧) من طريق أحمد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٨٦ إلى أبى الشيخ.