حدَّثنا ابن عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ، قال: لما قطَع البحرَ، عطَف ليضربَ البحرَ بعصاه ليلتئِمَ، وخاف أن يتْبِعه فرعونُ وجنودُه، فقيل له: ﴿وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا﴾ كما هو، ﴿إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ﴾ (١).
واختلَف أهلُ التأويلِ في معنى الرهْوِ؛ فقال بعضُهم: معناه: اتركْه على هيئتِه وحالِه التي كان عليها.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا﴾. يقولُ: سَمْتًا (٢).
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ﴾. قال: الرهْوُ: أن يُتْركَ كما كان، فإنهم لن (٣) يَخلُصوا مِن ورائِه (٤).
حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا ابن عليةَ، قال: أخبَرنا حميدٌ، عن إسحاقَ [بن عبدِ](٥) اللهِ بن الحارثِ، عن أبيه، أن ابنَ عباسٍ سأل كعبًا عن قولِ اللَّهِ: ﴿وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا﴾. قال: طريقًا (٦).
(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٠٨، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٠ إلى عبد بن حميد. (٢) السمت الطريق. اللسان (س م ت). والأثر أخرجه ابن أبي حاتم - كما في الإتقان ٢/ ٤٢ - وابن عبد الحكم في فتوح مصر ص ٢٤ من طريق أبي صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٩ إلى ابن المنذر. (٣) في ت ١، ت ٢، ت ٣: "لم". (٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٩ إلى المصنف. (٥) في ص: "بن عبيد"، وفى م: "عن عبد". وينظر تهذيب الكمال ٢/ ٤٤٢. (٦) أخرجه الحسين المروزى في زوائده على زهد ابن المبارك (١٤١٣) من طريق حميد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٩ إلى المصنف وابن أبي حاتم.