يقالُ منه: ما زال فلانٌ يُدَلِّى فلانًا (٢) بغُرورٍ. بمعنى: ما زال يَخْدَعُه، بغُرورٍ، ويُكَلِّمُه بزُخْرفٍ مِن القولِ باطلٍ.
﴿فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ﴾. يقولُ: فلما ذاق آدمُ وحوَّاءُ ثمَرَ الشجرةِ، يقولُ: طعِماه. ﴿بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا﴾. يقولُ: انْكَشَفَت لهما سوءاتُهما؛ لأنَّ اللَّهَ ﵎ أعراهُما من الكِسوةِ التي كان كَساهما قبلَ الذنبِ والخطيئةِ، فسَلَبَهما ذلك بالخطيئةِ (٣) التي أخْطَأ و (٤) المعصيةِ التي ركِبا، ﴿وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا (٥) مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾. [يقولُ: أقْبَلا وجعَلا يَشُدَّان عليهما مِن ورقِ الجنةِ](٦)؛ ليُوارِيا سوءاتِهما.
كما حدَّثنا أبو كُريبٍ، قال: ثنا وكيعٌ، عن إسرائيلَ، عن سِماكٍ، عن عكرمةَ، عن ابن عباسٍ: ﴿وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾، [قال: جعَلا يَأْخُذان مِن ورقِ الجنةِ](٧)، فيَجْعَلان على سوءاتِهما.
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٧٥ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبى الشيخ، وهو عند ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤٥١ (٨٢٩٦) من طريق سعيد عن قتادة عن مطرف من قوله دون أوله. (٢) في الأصل: "لفلان". (٣) في ت ١، ف: "الخطيئة". (٤) في م: "أو". (٥) في ص م: "عليها". (٦) سقط من: الأصل. (٧) مكرر في الأصل.