يُقْعَدُ فيه، فكما يقالُ:[قعدتُ مكانَك. كذلك يقالُ: قعَدتُ صراطَك. وكما يقالُ: قعَدتُ في مكانِك. يقالُ: قعَدتُ على صراطِك](١)، وفي صراطِك. كما قال الشاعرُ (٢):
لَدْنٌ بِهَزِّ الكَفُّ يَعْسِلُ مَنْتُهُ … فيه (٣) كما عَسَلَ الطَّرِيقَ الثَّعْلَبُ (٤)
ولا تكادُ العربُ تقولُ ذلك في أسماءِ البلدانِ، لا يكادون يقولون: جلستُ مكةَ، [أو: قعَدتُ](٥) بغدادَ.
حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبدُ اللَّهِ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ﴾. يقولُ: أُشَكِّكُهم في آخرتِهم، ﴿وَمِنْ
(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "قعدت في مكانك، يقال قعدت على صراطك، وفى صراطك". وكذا في ف إلا أن فيها: "صراطك في صراطك". (٢) هو ساعدة بن جؤية الهذلي، والبيت في ديوان الهذليين ١/ ١٩٠. (٣) في الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "فيها". (٤) في الديوان: "لذٌّ" مكان: "لدن". واللدن: اللين الناعم. ولذ: تلَذُّ الكفُّ بهزه. يعسل: أي يضطرب. كما عسل الطريق الثعلب: أي في الطريق، وهو اضطرابه. شرح أشعار الهذليين ٣/ ١١٢٠، وينظر خزانة الأدب ٣/ ٨٥. (٥) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "وقمت"، وفى ب: "وقعدت".