حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ﴾. أي: فعلُ حالمٍ، إنما هي رؤيا رآها. ﴿بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ﴾: كلُّ هذا قد كان مِنهم.
وقوله: ﴿فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ﴾. يقولُ: كما جاء عيسى بالبيِّنات، وموسى بالبيناتِ، والرُّسل (١).
حدثَّني عليٌّ، قال: ثنا عبدُ اللهِ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قوله: ﴿أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ﴾. قال: مُشْتَبِهِةٌ (٢).
حدثَّني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ﴾. قال: أهاوِيلُها (٣).
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.
وقال تعالى ذكرُه: ﴿بَلِ افْتَرَاهُ﴾. ولا جحدَ (٤) في الكلامِ ظاهرٌ (٥) فيُحَقَّقَ بـ "بل"؛ لأن الخبرَ عن أهلِ الجحودِ والتكذيبِ، فاجْتُزِيء بمعرفةِ السامعين بما دَلَّ
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣١٤ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. (٢) تقدم تخريجه في ١٣/ ١٧٩. (٣) تفسير مجاهد ص ٤٦٩. (٤) في ت ٢: "حجة". (٥) في ت ٢: "ظاهرة".