يعنى جلَّ ثناؤه بقولِه: ﴿فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾: على الذين فعَلوا ما لم يكنْ لهم فعلُه مِن تَبْديلِهم القولَ الذي أمَرهم اللهُ أن يَقُولوه قولًا غيرَه، ومَعْصيتِهم إياه فيما أمَرهم به، ورُكوبِهم ما قد نهاهم [عنه و](١) عن رُكوبِه ﴿رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ﴾.
والرِّجْزُ في لغةِ [أهلِ الحجازِ](٢) العذابُ، وهو غيرُ الرِّجْسِ (٣)، وذلك أن [الرِّجْسَ هو النَّتْنُ](٤). ومنه الخبرُ الذي رُوِى عن النبيِّ ﷺ في الطاعونِ أنه قال:"إنه رِجْزٌ عُذِّب به بعضُ الأممِ الذين قبلَكم".
حدَّثنى يونُسُ، قال: أخْبَرَنا ابنُ وهبٍ، قال: أخْبَرَنى يونُسُ، عن ابنِ شِهابٍ، قال: أخْبَرَنى عامرُ بنُ سعدِ بنِ أبى وَقَّاصٍ، عن أُسامةَ بنِ زيدٍ، عن رسولِ اللهِ ﷺ قال:"إن هذا الوَجَعَ -أو السُّقْمَ- رِجْزٌ عُذِّب به بعضُ الأممِ قبلَكم"(٥).
(١) زيادة من: ر. (٢) في م: "العرب". (٣) في م: "الرجز". (٤) في م: "الرجز: البثر". (٥) أخرجه مسلم (٢٢١٨/ ٩٦) من طريق ابن وهب به. وأخرجه أحمد ٥/ ٢٠٧، ٢٠٨ (الميمنية)، والبخارى (٦٩٧٤)، ومسلم (٢٢١٨/ ٩٦)، وغيرهم من طريق الزهرى به نحوه. وينظر تفسير ابن كثير ١/ ١٤٢، ١٤٣.