يريدُ: وانجلَى البازلُ (٦) من الأمرِ فتَبيَّن. وما أشْبَهَ ذلك، إذ كان حُسْنُ كلِّ شيءٍ وقبحُه في وجهِه، فكان (٧) وصْفُها مِن الشيءِ وجهَه بما تَصِفُه به، إبانةً عن عينِ الشيءِ ونفسِه. فكذلك معنى قولِه جل ثناؤُه: ﴿بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ﴾. إنما يعني: بلى مَن أسلَم للهِ بدنَه، فخضَع له بالطاعةِ جَسدُه، وهو مُحسِنٌ في إسلامِه له جسدَه، فله أجرُه عندَ ربِّه. فاكْتَفَى بذكرِ الوجهِ مِن ذكرِ جسدِه، لدلالةِ الكلامِ على المعنى الذي أُرِيدَ به بذكرِ الوجهِ.
وأما قولُه: ﴿وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ فإنه يعني به: في حالِ إحسانِه. وتأويلُ الكلامِ: بلى مَن أخلَص طاعتَه [وعبادتَه للهِ](٨) محسنًا في فعلِه ذلك.
(١) في النسخ: "وأوّل". والمثبت من الديوان. (٢) ديوانه ٢/ ٩٣٨. (٣) في النسخ، ونسخة من الديوان: "نازل"، والمثبت من بقية نسخ الديوان، وأمر بازل: مستحكم، وخطب بازل: شديد. التاج (ب ز ل). (٤) الخلاج: الشك. اللسان (خ ل ج). (٥) في الأصل، م، ت: "نزولها"، وفي ت ٢: "يرولها". والمثبت من الديوان. (٦) في النسخ: "النازل". والباء غير منقوطة في الأصل. (٧) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "وكان في". (٨) في م، ت ١، ت ٢: "لله وعبادته له".