عليه، ويُعِينَنى. ﴿وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾. يقولُ: لو كنتُ أَعْلَمُ ما هو كائنٌ مما لم يَكُنْ بعدُ ﴿لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ﴾. يقولُ: لأَعْدَدْتُ الكثيرَ مِن الخيرِ.
ثم اخْتَلَف أهلُ التأويلِ في معنى الخيرِ الذي عَناهُ اللَّهُ بقولِه: ﴿لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ﴾؛ فقال بعضُهم: معنى ذلك: لاسْتَكثرتُ مِن العملِ الصالحِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، قال: قال ابن جُريجٍ قولَه: ﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا﴾. قال: الهُدَى والضلَالةُ. ﴿وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ﴾. قال: ﴿أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾: متى أموتُ، لاستكثرتُ مِن العملِ الصالحِ (١).
حدَّثني المثنى، قال: ثنا أبو حُذيفةَ، قال: ثنا شِبلٌ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ مِثْلَه (٢).
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ﴾. قال: لَاجْتَنَبْتُ ما يكونُ مِن الشَّرِّ واتَّقَيْتُه (٣).
وقال آخرون: معنى ذلك: ولو كنتُ أعلمُ الغيبَ لأَعْدَدْتُ للسَّنَةِ المُجْدِبةِ مِن المُخْصِبَةِ، ولَعَرَفْتُ الغلاءَ من الرُّخْصِ، واسْتَعْدَدْتُ له في الرخصِ.
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٥١ إلى أبى الشيخ، وينظر تفسير ابن كثير ٣/ ٥٢٦. (٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٥٢٦ عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦٢٩ من طريق منصور عن مجاهد. (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦٣٠ من طريق أصبغ عن ابن زيد به، وذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٥٢٧ عن ابن زيد، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٥١ إلى أبى الشيخ.