كلُّه، فلما وقَع بالذنبِ كُشِط عنه، وبدَت سَوْءتُه. قال أبو بكرٍ: وقال غيرُ قتادةَ: ﴿وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾. قال: ورقِ التينِ.
حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخْبرَنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا﴾. قال: كانا لا يَرَيان سوءاتِهما (١).
حدَّثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبدُ اللَّهِ بنُ الزبيرِ، عن ابن عُيَينةَ، قال: ثنا عمرٌو، قال: سمِعْتُ وهَبَ بنَ مُنَبِّهٍ يقولُ [في قولِه](٢): ﴿يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا﴾. قال: كان لباسُ آدمَ وحواءَ ﵉ نورًا على فروجِهما، لا يَرَى هذا عورةَ هذه، ولا هذه عورةَ هذا، فلما أصابا الخطيئةَ بدَت لهما سوءاتُهما (٣).
يقول تعالى ذكرُه: ونادَى آدمَ وحواءَ ربُّهما: ألم أنْهَكما عن أكلِ ثمرةِ الشجرةِ التي أكَلْتُما ثمرَها، وأُعْلِمْكما أن إبليسَ لكما عدوٌّ مبينٌ؟! يقولُ: قد أبان عَداوتَه لكما بتركِ السجودِ لآدمَ؛ حسدًا وبغيًا.
كما حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن أبي مَعْشَرٍ، عن محمدِ بن قيسٍ قولَه: ﴿وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾: لم أكَلْتَها وقد نهَيْتُك عنها (٤)؟ قال: يا ربِّ أَطْعَمَتْني
(١) تفسير عبد الرزاق ١/ ٢٢٦. ومن طريقه ابن عساكر ٧/ ٤٠٣. (٢) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف. (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤٥٩ (٨٣٤٨)، وابن عساكر ٧/ ٤٠١ من طريق سفيان به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٧٤ إلى الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وأبى الشيخ. وقال ابن كثير في تفسيره ٣/ ٣٩٤ رواه ابن جرير بإسناد صحيح إليه. (٤) سقط من: الأصل.