حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابنِ جُرَيجٍ، عن مجاهدٍ، قال: أولئك ثمودُ. يعنى قولَه: ﴿فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (٣).
يقولُ تعالى ذكرُه: ثم أحدَثنا من بعدِ هلاكِ ثمودَ قومًا آخرين.
وقولُه: ﴿مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا﴾. يقولُ: ما يتقدَّمُ هلاكُ أمةٍ من تلك الأممِ التي أنشأناها بعدَ ثمودَ، قبلَ الأجلِ الذى أجَّلْنا لهلاكِها، ولا يستأخِرُ هلاكُها عن الأجلِ الذى أجَّلْنا لهلاكِها، والوقتِ الذى وقَّتْنا لفنائِها، ولكنها تهلِكُ لمجيئه. وهذا وعيدٌ من اللهِ لمشركي قومِ نبيِّنا محمدٍ ﷺ، وإعلامٌ منه لهم أنَّ تأخيرَه (٤) في آجالِهم
(١) تفسير عبد الرزاق ٢/ ٤٥، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ٩ إلى عبد بن حميد. (٢) زيادة من: م، ت ١، ت ٣، ف. (٣) تقدم أوله في الصفحة السابقة. (٤) فى ت ٢: "تأخره".