حدَّثنا ابن عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ مثلَه (١).
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: ﴿يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا﴾. قال: اللُّبَدُ: الكثيرُ.
واختلَفت القرأةُ في قراءةِ ذلك؛ فقرأته عامةُ قرأة الأمصارِ: ﴿مَالًا لُبَدًا﴾ بتخفيفِ الباءِ (٢)، وقرأه أبو جعفرٍ بتشديدِها (٣).
والصوابُ بتَخْفيفِها (٤)؛ لإجماعِ الحجةِ عليه.
وقولُه: ﴿أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: أيظُنُّ هذا القائلُ: ﴿أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا﴾. أن لم يَرَه أحدٌ في حالِ إنفاقِه ما يزعُمُ أنه أنفَقَه.
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ﴾: ابن آدمَ، إنك مسئولٌ عن هذا المالِ؛ من أين اكتسبتَه، وأين أنفَقتَه.
حدَّثنا ابن عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة مثلَهُ (٥).
(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٣٧٣ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٥٢ إلى عبد بن حميد. (٢) هي قراءة حفص وحمزة والكسائى ونافع وابن كثير وابن عامر وأبي عمرو ويعقوب وخلف. النشر ٢/ ٣٠٠. (٣) المصدر السابق، الموضع السابق. (٤) وقراءة التشديد أيضًا صواب. (٥) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٣٧٣ عن معمر به، وذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ٤٢٦ عن قتادة.