حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: حدَّثنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخْبَرَنا مَعْمَرٌ، عن قتادةَ: ﴿لَا رَيْبَ فِيهِ﴾. يقولُ: لا شكَّ فيه (١).
وحُدِّثت عن عَمَّارِ بنِ الحسنِ، قال: حدَّثنا عبدُ اللَّهِ بنُ أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ بنِ أنسٍ قولَه: ﴿لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ يقولُ: لا شكَّ فيه (٢).
وهو مصدرٌ مِن قولِ القائلِ: رابَني الشيءُ يَرِيبُني رَيْبًا. ومِن ذلك قولُ ساعدةَ بنِ جُؤَيَّةَ الهُذَليِّ (٣):
فقالوا ترَكْنا الحَيَّ قد حصِروا به … فلا ريبَ أن قد كان ثَمَّ لَحيمُ
ويُرْوَى: حصَروا، وحصِروا. والفتحُ أكثرُ، والكسرُ جائزٌ. يعني بقولِه: حصروا به: أطافوا به. ويعني بقولِه: لا رَيْبَ: لا شكَّ. وبقولِه: أن قد كان ثَمَّ لَحيم. يعني قَتيلًا. يقالُ: قد لُحِم. إذا قُتل.
والهاءُ التي في ﴿فِيهِ﴾ عائدةٌ على الكتابِ، كأنه قال: لا شكَّ في ذلك الكتابِ أنه مِن عندِ اللَّهِ هُدًى للمُتَّقِين.
القولُ في تأويلِ قولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿هُدًى﴾.
(١) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٣٤ عقب الأثر (٥٥) معلقًا. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٢٤ إلى عبد بن حميد. وعزاه أيضًا ١/ ٣٥ في قوله: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ﴾. إلى المصنف وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم. وهو عند ابن أبي حاتم ١/ ٦٣ عقب الأثر (٢٣٥) معلقًا. (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٣٤ عقب الأثر (٥٥) من طريق ابن أبي جعفر به. وقال ابن أبي حاتم: لا أعلم في هذا الحرف اختلافًا بين المفسرين. (٣) ديوان الهذليين ١/ ٢٣٢.