حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الرحمن بن أبي حمادٍ، قال: ثنا شيبان، عن قتادة، قال: من قرأ: ﴿سُكِّرَتْ﴾. مُثقَّلةً (١)، يعنى: سُدَّت، ومَن قرأ (سُكِرَتْ). مخففةً، فإنه يعنى: سُجِرت (٢).
وكأن هؤلاء وجَّهوا معنى قوله: ﴿سُكِّرَتْ﴾. إلى أن أبصارَهم سُحِرت، فشُبِّه عليهم ما يُبْصِرون، فلا يُمَيزون بين الصحيحِ مما يرَون وغيره، من قول العرب: سُكِّر على فلان رأيُه. إذا اختلط عليه رأيه فيما يريد، فلم يَدْرِ (٣) الصواب فيه مِن غيره. فإذا عزَم على الرأي قالوا: ذهَب عنه التَّسْكِيرُ.
وقال آخرون: هو مأخوذٌ من السُّكْر، ومعناه: غُشِّى على أبصارِنا فلا تُبْصِرُ، كما يَفْعَلُ السُّكرُ بصاحبِه، فذلك إذا دِيرَ به وغُشِّى بَصَرُه، كالسَّماديرِ (٤)، فلم يُبْصِرُ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني يونسُ، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيد في قوله: ﴿إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا﴾. قال: سُكِّرت، السكرانُ (٥) الذي لا يَعْقِلُ (٦).
وقال آخرون: معنى ذلك: عُمِّيَت.
(١) في م: "مشددة". والتثقيل هو التشديد. (٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٩٥ إلى المصنف. (٣) بعده في ص، ت ١، ت ٢، ف: "ما". (٤) سدر بصره واسمدرَّ: إذا تحير فلم يحسن الإدراك، وفى بصره سدر وسمادير. أساس البلاغة (س د ر). (٥) في ت ١: "كالسكران". (٦) ذكره ابن كثير في تفسيره ٤/ ٤٤٦.