وقولُه: ﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ﴾. يقولُ: وتَدَعُون الذي خلَق لكم ربُّكم من أزْواجِكم مِن فُرُوجِهِنَّ، فأحَلَّه لكم. وذُكر أن ذلك في قراءةِ عبدِ اللهِ:(وتَذَرُونَ ما أَصْلَحَ لكم رَبُّكُم مِنْ أَزْوَاجِكم)(١).
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ﴾. قال: ترَكْتُم أَقبالَ النساءِ إلى أدْبارِ الرجالِ وأدبارِ النساءِ (٢).
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ بنحوِه.
وقولُه: ﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ﴾. يقولُ: بل أنتم قومٌ تَتَجاوَزُون (٣) ما أباحَ لكم ربُّكم وأحَلَّه لكم مِن الفُرُوجِ، إلى ما حرَّم عليكم منها.
كما حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ: ﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ﴾. قال: قومٌ مُعْتَدون (٤).
(١) مختصر الشواذ لابن خالويه ص ١٠٩. (٢) تفسير مجاهد ص ٥١٣، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٨٠٨، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٩٣ إلى الفريابي وابن أبي شيبة وابن حميد وابن المنذر. (٣) في ت ٢، ف: "تجاوزون". (٤) في ت ١: "تعتدون". والأثر عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٩٣ إلى ابن المنذر.