حدَّثنا أحمدُ بنُ إسحاقَ، قال: ثنا أبو أحمدَ، قال: ثنا عبدُ السلامِ، عن إسحاقَ بن أبي فَرْوةَ، عن رجلٍ، عن قَبيصةَ بن ذُؤَيْبٍ، قال: الصلاةُ الوسطى صلاةُ المغربِ، ألا تَرَى أنها ليستْ بأقَلِّها ولا أكثرِها، ولا تُقْصَرُ في السَّفرِ، وأن رسولَ اللهِ ﷺ لم يُؤَخِّرْها عن وقتِها ولم يُعَجِّلْها (١)؟
قال أبو جعفرٍ: ووَجَّه قَبيصةُ بنُ ذُؤيبٍ قولَه: ﴿الْوُسْطَى﴾ إلى معْنى التَّوسُّطِ، الذي يكونُ صفةً للشيءِ، يكونُ عَدْلًا بيَن الأمريْنِ، كالرجلِ المعتدلِ القامةِ، الذي لا يكونُ مُفْرِطًا طولُه ولا قصيرةً قامتُه، ولذلك قال: ألَا تَرَى أنها ليستْ بأقلِّها ولا أكثرِها؟
وقال آخرون: بل الصلاةُ الوسطى التي عناها اللهُ بقولِه: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ هي صلاةُ الغَدَاةِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا عفانُ، قال: ثنا همامٌ، قال: ثنا قتادةُ، عن صالحٍ أبى (٢) الخليلِ، عن جابرِ بن زيدٍ، عن ابن عباسٍ، قال: صلاةُ (٣) الوسطى صلاةُ الفجرِ (٤).
حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا ابن أبي عَدِيٍّ وعبدُ الوهابِ ومحمدُ بنُ جعفرٍ، عن عوفٍ، عن أبي رجاءٍ، قال: صَلَّيتُ مع ابن عباسٍ الغداةَ في مسجدِ البصرةِ،
(١) ينظر التمهيد "٤/ ٢٩٣". (٢) في م، ت ١: "بن". وينظر تهذيب الكمال "١٣/ ٨٩". (٣) في م، ت ١: "الصلاة". (٤) أخرجه الطحاوى في شرح المعاني "١/ ١٧٠"، والبيهقى "١/ ٤٦١" من طريق عفان به.