وذُكر أن هذه الآيةَ نَزَلتْ على رسولِ اللهِ ﷺ مِن أجْلِ امتناعِ أبي طالبٍ عمِّه مِن إجابته إذ دَعاه إلى الإيمانِ باللهِ، إلى ما دعاه إليه مِن ذلك.
ذكرُ الرواية بذلك
حدَّثنا أبو كُريبٍ والحسينُ بنُ عليٍّ الصُّدائيُّ، قالا: ثنا الوليدُ بنُ القاسمِ، عن يزيدَ بن كَيْسانَ، عن أبي حازم، عن أبي هُريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ لعمِّه عند الموتِ: "قُلْ: لا إلهَ إلَّا اللهُ. أَشْهَدُ لك بها يومَ القِيامةٍ". قال: لولا أن تُعَيِّرَني قُريشٌ لأقْرَرْتُ عينَك. فَأَنْزَلَ اللهُ: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾ الآيةَ (١).
حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا يحيى بنُ سعيدٍ، عن يزيد بن كَيْسان، قال: ثني أبو حازمٍ الأشْجَعيُّ، عن أبي هُريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ لعمِّه: "قُلْ: لا إلهَ إلا اللهُ". ثم ذكَر مثلَه (٢).
حدَّثنا أبو كُريبٍ، قال: ثنا أبو أسامة، عن يزيدَ بن كيسانَ، سمِع أبا حازمٍ الأشْجَعيَّ يَذْكُرُ عن أبي هريرة، قال: لمَّا حَضَرْت وفاة أبي طالبٍ، أتاه رسولُ الله ﷺ فقال:"يا عَمَّاهُ، قلْ: لا إلهَ إلا الله". فذكَر مثلَه، إلا أنه قال: لولا أن تُعَيِّرنى قريشٌ؛ يقولون: ما حمَله عليه إلا جَزَعُ الموتِ (٣).
(١) أخرجه مسلم (٢٥/ ٤١)، وابن حبان (٦٢٧٠)، وابن منده في الإيمان (٣٩)، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٦٦/ ٣٣٢، من طريق يزيد بن كيسان به. (٢) أخرجه الترمذى (٣١٨٨)، والبيهقى في الدلائل ٢/ ٣٤٤، من طريق ابن بشار به. وأخرجه أحمد ١٥/ ٣٧٤ (٩٦١٠)، ومسلم (٤٢/ ٢٥)، وابن منده (٣٨)، والواحدى في أسباب الزول ص ٢٥٥ من طريق يحيى بن سعيد به. (٣) أخرجه البيهقى في الدلائل ٢/ ٣٤٤، ٣٤٥ مِن طريق أبي أسامة به.