اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ﴾. في الذين تَبارَزوا يومَ بدرٍ؛ حمزةَ، وعليٍّ، وعُبيدةَ بن الحارثِ، وعتبةَ بن ربيعةَ، وشيبةَ بن ربيعةَ، والوليدِ بن عتبةَ. إلى قولِه: ﴿وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ﴾.
قال: ثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن أبي هاشمٍ، عن أبي مجلزٍ، عن قيسِ بن عُبادٍ (١)، قال: واللَّهِ لأُنْزِلَت هذه الآيةُ: ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ﴾. في الذين خرَج بعضُهم إلى بعضٍ يومَ بدرٍ؛ حمزةَ، وعليٍّ، وعُبيدةَ، رحمةُ اللَّهِ عليهم، وشيبةَ، وعتبةَ، والوليدِ بن عتبةَ (٢).
وقال آخرون ممن قال: أحدُ الفريقين فريقُ الإيمانِ: بل (٣) الفريقُ الآخرُ أهلُ الكتابِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبى، قال: ثنى عمى، قال: ثنى أبى، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ﴾. قال: هم أهلُ الكتابِ قالوا للمؤمنين: نحن أولى باللَّهِ وأقدمُ منكم كتابًا، ونبيُّنا قبلَ نبيِّكم (٤). قال المؤمنون: نحن أحقُّ باللَّهِ، آمَنَّا بمحمدٍ ﷺ، وآمَنَّا بنبيِّكم، وبما أنْزَل اللَّهُ مِن كتابٍ، فأنتم تَعْرِفون كتابَنا ونبيَّنا، ثم ترَكْتُموه وكفَرْتُم به حسدًا. وكان ذلك خصومتَهم في ربِّهم (٥).
(١) في م: "عبادة". (٢) أخرجه ابن أبي شيبة ١٤/ ٣٧٩، والبيهقى في دلائل النبوة ٣/ ٧٣ من طريق أبى مجلز به. (٣) في ت ١، ف: "قل". وفى ت ٢: "و". (٤) بعده في م: "و". (٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٤٩ إلى المصنف وابن مردويه.