ابن عباسٍ، في قولِه: ﴿وَمِنْهَا جَائِرٌ﴾. يقولُ: الأهواءُ المختلفةُ (١).
حدَّثت عن الحسينِ، قال: سمِعت أبا معاذٍ، يقولُ: ثنا عبيدُ بنُ سليمانَ، قال: سمِعت الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿وَمِنْهَا جَائِرٌ﴾. يعنى: السبلُ التي تَفَرَّقت عن سبيلِه.
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريجٍ: ﴿وَمِنْهَا جَائِرٌ﴾ السبلُ المتَفَرقةُ عن سبيلِه.
حدَّثنا يونسُ، [قال: أخبَرنا ابن وهبٍ](٢)، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿وَمِنْهَا جَائِرٌ﴾. قال: من السُّبُلِ جائرٌ عن الحقِّ. قال: وقال اللهُ: ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ (٣)[الأنعام: ١٥٣].
وقولُه: ﴿وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾. يقولُ: ولو شاء اللهُ للَطَفَ بجميعِكم، أيُّها الناسُ، بتَوْفِيقِه، فكنتم تَهْتَدون، وتَلْزَمون قصدَ السبيلِ، ولا تَجُورون عنه، فتَتَفرَّقون في سبلٍ عن الحقِّ جائرةٍ.
كما حدّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قولِه: ﴿وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾. قال: لو شاء لهداكم أجمعين لقَصْدِ السبيلِ الذي هو الحقُّ. وقرَأ: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا﴾ الآية [يونس: ٩٩)، وقرَأ: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا﴾ الآية [السجدة: ١٣].
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١١٢ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٢) في ت ١: "القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني". (٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١١٢ إلى المصنف.