اختلف أهل التأويل في الذي جاء بالصدقِ وصدق به، وما ذلك؟ فقال بعضُهم: الذي جاء بالصدق رسول الله ﷺ، قالوا: والصدق الذي جاء به: لا إله اللَّهِ إلا الله، والذي صدق به أيضًا، هو رسول الله ﷺ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ﴾. يقولُ: مَن جاء بـ "لا إله إلا الله"، ﴿وَصَدَّقَ بِهِ﴾. يعني رسوله (١).
وقال آخرون: الذي جاء بالصدق رسول الله ﷺ، والذي صدق به أبو بكر اللَّهِ ﵁.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدثني أحمد بن منصورٍ، قال: ثنا أحمدُ بنُ مُصعبٍ (٢) المَرْوَزِيُّ، قال: ثنا عمر بن إبراهيم بن خالد، عن عبد الملكِ بن عُمَيرٍ، عن أَسِيدِ بن صفوان، عن (٣) علي ﵁ في قوله: ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ﴾. قال: محمد ﷺ،
(١) أخرجه البيهقى في الأسماء والصفات (٢٠٦) من طريق أبي صالح به مطولا، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٢٨ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم، وابن مردويه. (٢) في م: "مصعد". وينظر تهذيب الكمال ١/ ٤٩١، والثقات ٨/ ٣٧، ولسان الميزان ١/ ٣١١. (٣) في م، ت ٢: "على".