حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ﴾ - ﴿فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ﴾. فقال (٣) المشركون: ولا واللَّهِ، ما كان هؤلاء الذين معَ محمدٍ إلا معنا. قال: فأنزَل اللَّهُ: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ﴾. قال: تاب من الشركِ ﴿وَآمَنَ﴾. قال: آمَن بعقابِ اللَّهِ ورسولِه، ﴿وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا﴾. قال: صدَّق، ﴿فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ﴾. قال: يُبدِّلُ اللَّهُ أعمالَهم السيئةَ التي كانت في (٤) الشركِ الأعمالَ (٥) الصالحةَ حينَ دخَلوا في الإيمانِ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فأولئك يُبدِّلُ اللَّهُ سيئاتِهم في الدنيا حسناتٍ لهم يومَ القيامةِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني أحمدُ بنُ عمرٍو البصريُّ (٦)، قال: ثنا قريشُ بنُ أنسٍ أبو أنسٍ، قال: ثنى صالحُ بنُ رُستمَ، عن عطاءٍ الخراسانيِّ، عن سعيدِ بن المسيّبِ: ﴿فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ﴾. قال: تصيرُ سيئاتُهم حسناتٍ لهم يومَ القيامةِ.
(١) في م: "حره خريفا". والجرة: ما يفيض به البعير من كرشه فيأكله ثانية. والصريف: صرير ناب البعير، وكذا ناب الإنسان، وصرف نابَه وبنابِه: حَرَقَه فسمعت له صوتًا. التاج (ج ر ر، ص رف). (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٧٣٣ من طريق جابر به. (٣) بعده في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، ف: "هذه". (٤) سقط من: ت ١، ف. وينظر ص ٥٢١. (٥) في م: "بالأعمال". (٦) في ت ٢: "النصرى".